الصفحة الرئيسية  قضايا و حوادث

قضايا و حوادث هذه قائمة التهم الموجهة ضدّ "شباب قليبية"، ومفاجأة مدويّة على الخط

نشر في  06 ديسمبر 2016  (12:33)

أثار الحكم القضائي الموجّه ضد مجموعة ما يسمّى بشباب قليبية موجة من الانتقادات الواسعة في صفوف التونسيين خاصة وأنّه يقضي بسجنهم لفترات تتراوح من 4 إلى 14سنة بعد توجيه تهم خطيرة في حقّهم أقدموا عليها خلال فترة الاحتجاجات العارمة التي جابت مدينة قليبية إثر اغتيال الشهيد شكري بلعيد سنة 2013..

في هذا الإطار كان لـالجمهورية اتصال خاص بالمحامي أنيس بالزين وهو أحد ألسنة الدفاع عن المجموعة المذكورة للحديث معه عن تفاصيل القضية وأحكامها فكان التالي..

في البداية أكّد المحامي أنيس بالزين أنّ الأحكام القضائية كانت موجّهة ضد 11 شخصا، مشيرا إلى أنّ مجموعة المتهمين كان عددها الجملي 131 شخصا والذين نابهم فريق من الدفاع وهو من ضمنه وذلك منذ بداية طور البحث التحقيقي على اثر اغتيال شهيد الوطن شكري بلعيد يوم 07 فيفري 2013..

 وتابع في ذات السياق محدّثنا أنّ يوم اغتيال الشهيد جابت مسيرة احتجاجية في قليبية تنديدا واستنكارا لجريمة الاغتيال التي زعزعت التونسيين، مشيرا إلى أنّه وقع إلقاء القبض في خضّم تلك الاحتجاجات على مجموعة كبيرة من الشباب وصل منهم إلى حدّ الآن أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل 11 شخصا أصدرت في حقّهم أحكام قضائية سجنيّة بـ14 سنة وشهر  وتراوحت بين أحكام غيابية وحضورية..

وبخصوص أعمار المتهمين أكّد الأستاذ الزين أنّ أعمارهم تتراوح من 18 إلى 22 سنة وذلك خلال فترة احتجاجهم في سنة 2013، مؤكّدا أنّ الجرائم التي وجّهت ضدّهم متعلقة بالأساس بإضرام النار عمدا في محل غير معد للسكنى والسرقة إثر حالة هيجان فضلا عن العصيان المتبوع بحمل سلاح مشدّدا على أنها جرائم غير مجودة وسيثبتها فريق الدفاع واقعا وقانونا خلال فترة المرافعة على حدّ تعبيره..

في المقابل تجدر الإشارة إلى أنّ الفنان مجد مستورة كشف تفاصيل من شخصية التلميذة مريم الجربي، وهي من الشبان المتهمين في ما عرف بقضية قليبية وقد نالت مريم حكما بـ14 سنة سجنا.

 وهذا ما جاء في شهادة مجد مستورة الحائز على جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي بخصوص مريم الجربي:

 "مريم الجربي أول مرة قابلتها فرخة تفرفط في مهرجان الأدباء الشّبان في قليبية عام 2010، عمرها خمسطاش ولاّ سطّاش سنة، ما تركحش، ما تسكتش، تنفخ الرّاس، وتاكل برشة ضو، أما ضو خارجة منّو برشا طاقة إيجابية وبرشا ضحك. من بعد قعدت نشوفها تقريب كلّ عام و قعدت نشوف فيها كيفاش تقدّم وتحارب مع عايلتها ومع المحيط متاعها بش تفرض الخيارات متاعها وتكون إنسانة حرّة. واصلت الكتيبة وكتبت زادا بالدّارجة كيما برشا منّا وكانت مالشّباب إلّي حرصوا على أنّو مجموعة كلام شارع تجي لقليبية أكثر من مرّة وعملنا لمّات سمعنا فيها برشا نصوص مزيانة و فرّغنا فيها قلوبنا. 

المهمّ، الطّفلة هاذي بالنّسبة ليّا مالزّبدة متاع الشّباب التّونسي، نعرفها، نعرف العناد متاعها، نعرف إلّي هي إنسان حرّ ونعرف الطّاقة متاعها. باهي، كيفاش تو القضاء متاعنا المستقلّ ينجّم يقنعني أنّو مريم مجرمة وتستحقّ 14 سنة حبس؟ 

كيفاش ينجّم النّظام بالسّلطة التّنفيذية والقضائية متاعو يقنعني بأنّو نظام أخلاقي وقتلّي يحكم عالقتلة متاع لطفي نقض بعدم سماع الدّعوة، و يحكم على ولاد فنّانين ومناضلين ب14 سنة حبس في عزّ شبابهم؟

 كيفاش ينجّم يقنعني النّظام بأنّو في مستوى تطلّعات الشّباب التّونسي وقتلّي الرّئيس متاعو يقدّم ويوخّر ويقلّك الإرهابيين المروّحين موش لكلّهم بش يمشيو الحبس ووقتلّي يدمّر في حياة الشّباب بحكايات تافهة كيما الزّطلة ويحطّم في حياة شباب ناشط و واعي بتهمة أنّو قال لا؟

كيفاش السّبسي ينجّم يقنعني أنّو قادر يفهم تطلّعات شباب كيما مريم الجربي وقتلّي كان عندو عمرها عام 1946؟ (عام بعد الحرب العالمية و عشرة سنين قبل الاستقلال؟)

 المهمّ حاولوا تستطيعوا، مريم منّا ومتاعنا وبنتنا وتشبّهلنا، وأنا كيفها وكيف برشا شباب نهارت إلّي مات شكري خرجنا و تظاهرنا وكي ضربنا الحاكم وحبّ يمنعنا من حقّنا في التّظاهر ضربناه بالحجر، حاولوا تقنعونا إلّي هي مجرمة، حاولوا تقنعونا إلّي أحنا مجرّمة. 

شطر العركة معركة رمزية، وبالنّسبة ليّا السّقوط الأوّل لنظام هو سقوط في العقول، حينما يفقد مسبّبات وجوده السّياسية والأخلاقية، والنّظام هذا ساقط أخلاقيّا وسياسيّا وفي المخيال العامّ، في انتظار تتلمّ الظّروف الموضوعية بش يطيح فعليّا. حاول تستطيع، بنت الجربي منّا، موش مالقطيع"...

  منارة تليجاني